رسائل حب وسلام.. مسلمون يشاركون المسيحيين أعياد الميلاد
رسائل حب وسلام.. مسلمون يشاركون المسيحيين أعياد الميلاد
في ظل الحروب والنزاعات التي عرفها العالم، تجددت مشاهد التضامن بين المسلمين والمسيحيين في عدد من الدول العربية خلال احتفالات عيد الميلاد هذا العام، حيث امتزجت الفرحات برغبة مشتركة في تعزيز السلام والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.
في لبنان، شاركت نوف حسن قاسم، وهي نازحة لبنانية، مع أطفالها في تزيين شجرة الميلاد، مؤكدة أن علاقة مسلمي لبنان بمسيحييها تمتد عبر الأجيال، وفقا لما أوردته قناة "الحرة"، اليوم الخميس.
وقالت نوف: "نحن إخوة منذ زمن طويل، والحرب لم تكن السبب في قربنا، بل هي علاقة طبيعية تعكس التعايش الذي عرفه اللبنانيون دائمًا".
وأجبر التصعيد الأخير في جنوب لبنان أكثر من 1.2 مليون شخص على النزوح، إلا أن ذلك لم يمنع اللبنانيين من التكاتف، حيث وجد العديد من النازحين مأوى لدى مواطنيهم.
وأعربت كريستار رحمة، وهي مسيحية لبنانية، عن أمنيتها أن يعم السلام قائلة: "أتمنى بهذا العيد أن نظل مجتمعين، مسلمين ومسيحيين".
إشعال الشموع في البصرة
في البصرة، حرصت مروة، وهي فتاة عراقية مسلمة، على زيارة كنيسة في منطقة العشار كما تفعل سنويًا في عيد الميلاد، وقالت: "نأتي كل عام صباحًا لنشارك إخواننا المسيحيين احتفالهم، ونوقد شمعة ونتمنى أمنية".
وأوضح راعي الكنيسة السريانية بالبصرة، بطرس عبو، أن غالبية الحضور في قداس عيد الميلاد كانوا من المسلمين، معتبرًا ذلك علامة على المحبة التي تتجاوز اختلافات الإيمان، وأضاف: "هذه المحبة المجانية توحدنا جميعًا بالله".
حماية الكنائس في سوريا
في العاصمة السورية دمشق، أقامت السلطات حواجز أمنية لحماية الكنائس والمصلين خلال احتفالات عيد الميلاد، وأكد غاني إسحق، عضو اللجان الشعبية، أن الإجراءات الأمنية هدفت إلى طمأنة الطائفة المسيحية.
رغم الظروف، عبّرت إحدى المواطنات المسيحيات عن تفاؤلها، قائلة: "إن شاء الله، فترة مؤقتة، وسيعود كل شيء إلى طبيعته".
انخفاض عدد المسيحيين
تشير الإحصائيات إلى تراجع أعداد المسيحيين في العراق ولبنان ففي العراق، انخفض عدد المسيحيين من 1.5 مليون عام 2003 إلى حوالي 250 ألفًا بحلول 2021، وفي لبنان، يمثل المسيحيون حوالي 30% من السكان وفق دراسة أجريت عام 2018.
ومع ذلك، تستمر الروابط الإنسانية بين المسلمين والمسيحيين في تجسيد رسائل التعايش والمحبة، رغم كل التحديات.